فإنَّ مَن تَفرَّدَ في سُلوك السَّبيلِ ؛ لا يأمنُ أن ينالَهُ أمرٌ وبيلٌ ، ومَن توحَّدَ في الذَّهابِ إلى المَئابِ ، لا يبعدُ أن تلقاه الأمورُ الصِّعابُ ، وإياكَ والاكتفَاءَ بالظواهرِ ، والعدولَ عنها أيضًا بلا موجبٍ باهرٍ ، وعليك بعلوِّ الهِمَّةِ في كُلِّ أمرٍ ، وألَّا تَقنعَ فيما ينفعُ في العقبى بالقليلِ ، وأنْ لا تترُكَ المَسألةَ إلا بعدَ الفوزِ بحظٍ جزيلٍ ، واعتقدْ أنَّ الجَهلَ عارٌ يجبُ السَّعيُ في رفعِهِ ، وعَدمُ التَّساهُلِ في دَفعِهِ ، إمَّا بكدٍّ أكيدٍ ، أو سَهَرٍ طَويلٍ في مُطالَعَةِ مَا في بُطونِ المحقِّقينَ المدقِّقينَ ، أو مُلازَمةِ عالمٍ شديدِ الشَّفقةِ سَديدِ الرَّأيِ ؛ لتَفحَصَ منه عنِ الحَقائِقِ والدَّقائِقِ ، لا الاكتفاءِ بالمُرادِ ، ولْتَكنِ النِّيةُ في كَمالِ الخُلوصِ ؛ ليظهرَ أحسنُ النَّتائجِ في أحسنِ وقتٍ ( فإنَّ عليها المدارَ ) وبهذا الاعتبارُ عند أولِي الأبصارِ ، وإلى اللَّهِ أضرعُ أن يعصِمَ القلمَ عن الزَّللِ ، والفَهمَ عن الزيغِ والخَللِ ، إنه قريبٌ مجيبٌ عليه توكلتُ وإليه أنيبُ .
📖 حاشية الشَّنواني على موصل الطلاب
🖋️ إبراهيم بن إسماعيل الشنواني الحسيني
#جمعة_مباركة
كتبه :
طالب برباط العلم الشريف
تعليقات
إرسال تعليق